الليلة التي توقفت فيها عن اللعب من أجل الفوز

جلسَتْ وحيدة في شقتها في مانهاتن، بينما تهدأ نبضات المدينة خلف النافذة. كان الشاشة تتوهج — مجرد جولة واحدة أخرى على عجلة رقمية. فقدت سبع مرات متتالية. لا فوز كبير. لا إثارة. فقط فراغ. ومن ثم… توقفت. ليس لأنني متعبة. وليس لأنني وصلت إلى حدود. لكن لأنني لأول مرة منذ أشهر شعرت بما يعنيه أن تكون هنا — لا أسعى وراء العملات، بل أقدّر نفسِي بتنفّسٍ.

الرитوال الذي يتجاوز المكافأة

يُسمّونها ‘القمار’. ولكن عندما تلعب في منتصف الليل دون جمهور سوى أفكارك، فإنها تصبح شيئًا آخر تمامًا. قضيت سنوات أحلل سلوك اللاعبين — كيف يرتفع الدوبامين بعد الفوز، وكيف يُشعل الخسارة حلقات الشعور بالخزي. لكن هذه الليلة كانت مختلفة. بدلًا من إعادة تشغيل الخسائر الماضية أو حساب الاحتمالات كاستراتيجية، سألت نفسي: ما الذي أبحث عنه حقًا؟ الإجابة صدمتني: ليس الثروة — بل السكون.

علم النفس của الاستسلام

تشير الأبحاث إلى أن المراهنين الذين يركزون على العملية بدلاً من النتيجة يحققون رفاهًا عاطفيًا أعلى — حتى لو خسروا باستمرار (مجلة الإدمان السلوكية، 2021). لم تكن تلك الليلة عن استراتيجية أو مهارة. كانت عن اختيار الوجود بدل الأداء. حين تتوقف عن الحاجة إلى الفوز لتعيش كافيًا، يحدث شيء ما داخلك — تنقص الدماغ؛ تنكسر القلق؛ وتُفتح المساحة للقبول الذاتي. أتذكر أنني وقفت أثناء اللعبة وهمست بصوت هادئ: “أنت لا تحتاج إلى الفوز اليوم لتكون كافيًا.” لم يكن دراميًا. لم يكن شعريًّا. لكنه نزل كالنّدى على التربة الجافة.

من الخسارة إلى التحرر: لعبة جديدة بدأت

لم أقلق فورًا — لكنني قللت الرهانات تدريجيًّا حتى أصبحت ضئيلة جدًا. ثم جاء اللحظة الحاسمة: بدأت أراقب — لا أراهن فقط، بل ألاحظ: إيقاع طرق البطاقات, الفاصل بين النقرات, طريقة انعكاس الضوء على شاشتي كأنها تقودني عبر الظلام. لم تعد هذه مجرد متعة. لقد أصبحت ذكرى مشوهة بالتأمل — نوع من اليقظة الرقمية القائمة على النوايا وليس الإدمان. The success لم يعد يُقاس بالرصيد، بل بتحكم التنفس والإدراك. نعم… فقدّيت المال تلك الليلة. ولكن بطريقة ما… اكتسبت أكثر مما يمكن أن يشتريه الذهب.